يضع أبو أسعد الأربعيني قطعةً من القماش المبلل بالمياه على رأسه مستعينا بها على حر الطقس والشمس الحارقة في مخيم الهول، ومتحدثاً معنا عن الأوضاع الأمنية التي يعيشها السكان يومياً.
يحكي لنا الأربعيني السوري من دير الزور قصص الرعب بسبب الاغتيالات اليومية التي تنفذها خلايا تنظيم داعش، ما يحول المخيم إلى بقعة يسودها الخوف والقلق.
يشير أبو أسعد إلى إحدى الخيام قائلا: في هذه الخيمة قُتلت امرأة عراقية لديها أطفال، لقد دخلوا إلى خيمتها ليلاً وقتلوها بمسدس كاتم للصوت أمام أطفالها!
ويضيف: هل تتخيل كيف شاهدها أطفالها صباحاً غارقة بدمائها؟.
يومياً.. لدينا هكذا حوادث وأطفالنا يشاهدون الجثامين تخرج من الخيام، ويترعرعون على صور الغدر ومشاهد الدماء.
يضع أمامنا كأس شاي ساخناً في وقت الظهيرة مبتسماً ومردداً المثل الشعبي “الجود من الموجود ما عنا شي بارد” ثم يردف قائلاً: نحن نعيش حياة صعبة في برد الشتاء وحر الصيف، ونصبر لأن الحلول أمامنا غير موجودة، ومصيرنا بالخارج مجهول، لكن أن يتحول المخيم لساحة تصفية حسابات “داعش” ضد من يسميهم خونة فهذا فوق طاقتنا.
ويقول بالعامية ساخراً ” بجوز أنا أصير مرتد إذا سلمت على حارس أو طلبت منه شيء لسهل حياتي، يعني هيك رح يسموني، ويقتلوني بلزق ولادي”.
أبو أسعد كبقية السكان الذين يعيشون حياة إنسانية صعبة في ظل تردي الأوضاع الأمنية آخرها مقتل “كفاء الرشيد”، لاجئة من العراق عثر الأهالي على جثمانها في خيمتها بتاريخ 14 تموز الجاري، ويظهر على جثمانها آثار طلقات نارية.
كما وثقت شبكات إعلامية مقتل 54 شخصاً منذ مطلع العام الجاري على يد خلايا اغتيال تابعة لتنظيم داعش الذي ينشط ضد مدنيين وعسكريين في المخيم.