This post is also available in: English
أثارت قضية الطفل السوري ايلان الذي وُجد على شاطئ بودروم التركية بعد أن لفظه بحر إيجه اهتمام الإعلام العالمي الذي تجاهل القاتل الحقيقي، في الوقت الذي يموت فيه مئات الأطفال السوريين بمختلف الطرق دون أن يحرك المجتمع العالمي ساكناً. فقبل غرق ايلان بأيام قليلة وجُدت جثث أطفال لمهاجرين سوريين قبالة السواحل الليبية وسط صمت دولي وتجاهل إعلامي معتاد. فلم يكن الغرق الطريقة الوحيدة التي مات بها أطفال سوريا على مدار أربع سنوات.
بيسان واحدة من بين مئات الأطفال الذين قتلوا بقذائف النظام وصواريخ طائراته في دير الزور فهي تبدو كالملاك النائم في كفنها الابيض بعد أن فاضت روحها إلى السماء لكن المجتمع الدولي لم يطلب اجتماع طارئ لتخليص أطفال دير الزور من قاتلهم ولم يحملوا أنفسهم عناء المحاولة فهمهم الوحيد حل مشكلة الهجرة والتي تشكل خطر على بلادهم واقتصادهم فأطفالنا مجرد أرقام تمر أمامهم.
جود الحسين التي كانت تملأ منزل أبويها بهجةً وفرحاً بضحكتها وينظرون إليها كل يوم وهي تكبر حالمين بمستقبل مشرق لها لكن الحلم سيبقى حلم فجود لا تقوى على الصيام الذي فرض عليها وعلى جميع سكان منطقة القصور فانعدام الغذاء وأطعمة الأطفال أودى بحياتها دون أن تهتز البشرية لموت تلك الطفلة والذين يموتون جوعاً يومياً وأصوات الناشطين بالداخل لم تجد آذان صاغية لفك الحصار.
طارق الحسين ابن مدينة موحسن الذي أتم ربيعه السابع عشر في زنزانات النظام لمجرد أن هتف للحرية فغيب في سراديب الأفرع الأمنية لعامين دون أن يتمكن والده من معرفة مكانه إلى أن أرسلوا له أوراقه الثبوتية وأخبروه بمقتله تحت التعذيب.
لازال الموت يتربص بالطفولة الحالمة التي أشعلت فتيل الثورة السورية وسط خذلان دولي وتواطؤ مع نظام الأسد.