شخصية أخرى تضاف إلى الشخصيات التي استغلت الثورة لاكتناز الأموال. همام تركي الرمضان، المعروف بـ “أبو تمام” من مدينة موحسن مواليد 1987 من الضباط المنشقين الأوائل في دير الزور، شكّل مع رفاقه كتيبة أبو بكر الصديق والتي يشهد لها في المعارك في دير الزور لما عرف عن بطولة عناصرها على عكس أبو تمام الذي كان حثيث السعي نحو الجاه والمال.
بعد تحرير الريف الشرقي بالكامل بدأ همام يستخدم الكتيبة لأغراض شخصية بدأها باستقدام الدعم المادي من المتبرعين بالخارج، في حين كانت تذهب هذه الأموال في تجارته التي كلّف فيها أخويه هشام ومقدام بإدارتها.
عندما كُلَّف من المجلس العسكري بإحضار الذخيرة والسلاح من تركيا، فإنه في كل مرة كان يحضر معه سيارة خاصة يحملها بالذخيرة ويقوم ببيعها في دير الزور، غير الذخيرة التي كان يسرقها من مخصصات الجيش الحر ويدعي بأنه اشتراها من ماله الخاص.
بعد انتشار ظاهرة التنقيب عن الآثار رأى فيها باباً جديداً لكسب الأموال، تمكنت دير الزور24 من التحدث إلى أبو أحمد من سكان إحدى القرى التركية الحدودية مع سوريا، أعلمنا بتواصل سابق بينه وبين أبو تمام فقد كان الأخير يطلب منه تهريب بعض القطع الأثرية بقيمة 120 ألف دولار.
بايع همام داعش بشكل سري بعد أن سيطر التنظيم على محافظة الرقة لحماية نفسه وتجارته، حيث شوهد في الاجتماعات الأولى التي كانت داعش تخطط من خلالها لجذب العناصر الفاعلة في الجيش الحر والتي عقدت في قرية حديد عكيدات بمنزل بالقرب من منزل عامر الرفدان، ولكي يثبت ولائه للتنظيم شارك في عمليات داعش الأولى في الجبهة الغربية لدير الزور خلال محاولة داعش السيطرة على مستودعات النظام في عياش، والتي كانت بالأساس تمثيلية هزلية، الغاية منها التخلص من بعض القيادات في التنظيم وقتل حينها أكثر من 50 مهاجراً.
أعلن بعدها ولائه بشكل علني للتنظيم وبدأ بالدعوة لداعش وعمل على تجنيد أفراد وبشكل سري ودفعهم للالتحاق بمقاتلي التنظيم في الحسكة. أكد لنا مصدر مقرب أن همام أحد الأشخاص المسؤولين عن اعتقال النقيب زياد الخزام لدى داعش عندما استطاع زياد كشف سرقاته مع بعض الشخصيات الأخرى، ولكي يبعد الشبهة عن نفسه كان أحد أفراد الوفد المفاوض مع عامر الرفدان لإخلاء سبيل النقيب زياد.
في بداية عام 2014 اشتدت المعارك ما بين داعش وباقي الفصائل في دير الزور، كان عناصر من جبهة النصرة متواجدين في إحدى مدارس موحسن على ضفة نهر الفرات مقابل قرية جديد عكيدات متخذين منها مربضاً للهاون للرمي على مجموعات داعش، ليقوم أبو تمام باصطحاب مجموعة معه ويشتبك مع عناصر الجبهة من الخلف ما أدى الى مقتل عنصرين من جبهة النصرة يومها.
في تلك الأثناء استطاعت باقي الفصائل من إخراج داعش من المنطقة، مما دفع بأبي تمام إلى نشر إشاعة عن نفسه بنقض بيعته لداعش، وقام بتسليم نفسه لجبهة النصرة لتخلي الأخيرة سبيله بعد فترة.
لهمام دور فاعل كذلك في قضية تسليم الذخيرة لداعش برفقة أبو الحسن الصاعقة في ريف حلب بالإضافة لمبلغ يقدر بـ 70 ألف دولار، حيث رافق الذخيرة بحجة أنه سيمررها من حواجز داعش ولكن الحقيقة كانت تسليم الذخيرة بالكامل للتنظيم، كما ساهم بشكل كبير ومباشر ببيعة قائد المجلس العسكري بدير الزور العقيد منير الأحمد بعد أن أوصله بوالي الرقة.
جنّد اخوته فيما بعد مقدام وهشام ومحمد ومتعب في التنظيم، قُتل منهم محمد “حمود الحاوي” ومتعب، فيما أصيب مقدام إصابة بالغة أثناء الاشتباكات التي دارت ليومين في مدينة موحسن قبيل سيطرة داعش عليها.
لايزال همام في صفوف داعش رغم كل ما اقترف من جرائم فظيعة بحق دير الزور، ويشغل الآن مسؤول الخدمات في مدينة الميادين.