تتوالى الأنباء الواردة من أقصى شرق محافظة ديرالزور عن قرب نهاية العملية العسكرية التي تنفذها قوات التحالف الدولي و ذراعها العسكري المحلي قوات قسد للسيطرة على الجيب الأخير الذي يتحصن به تنظيم داعش في مدينة هجين و القرى القريبة منها .
شهور مضت على بدء المعارك في الحصن الأخير لتنظيم داعش في ديرالزور أبدى خلالها التنظيم مقاومة شرسة لقوات قسد التي تحاصره في السوسة والباغوز والشعفة و مدينة هجين رغم الحملة العسكرية المكثفة من قبل طيران التحالف الدولي يضاف إليها القصف البري المتمثل بالمدفعيتين الفرنسية و الأمريكية المتمركزة في بادية مدينة هجين ، و النيران الهجومية المتتالية لقوات قسد بالإضافة للقصف الهمجي من قبل قوات الأسد في الضفة المقابلة و قصف المدفعية التابعة للحشد الشعبي العراقي من على الحدود العراقية و القريبة من الجيب الأخير للتنظيم .
و كانت قسد قد أعلنت في الأيام القليلة الماضية عن سيطرتها على عدة نقاط استراتيجية على أطراف مدينة هجين و داخلها أهمها حيّ حوامة على أطراف المدينة و الذي مهّد للقوات المهاجمة الوصول إلى مستشفى هجين الذي يعتبر من أهم النقاط الاستراتيجية في المدينة .
كما أعلنت قسد عن سيطرتها على السوق الشعبي لمدينة هجين و مبنى البلدية بعد معارك ضارية مع عناصر تنظيم داعش انتهت بانسحاب مجموعات التنظيم من النقاط المذكورة نتيجة شدة القصف من طيران التحالف الدولي الذي يمهد لقوات قسد في عمليات الإقتحام البري .
من جانبه اعتمد تنظيم داعش على تكتيكه الكلاسيكي المعروف عنه و المتمثل بتفجير السيارات و العربات المفخخة ، فبعد انسحابه من عدة محاور داخل مدينة هجين ، استهدف التنظيم تجمعات لقوات قسد داخل هجين بسيارتين مفخختين أسفرت عن قتلى و جرحى في صفوف قسد ، كما شنّ التنظيم صباح اليوم هجوماً مباغتاً على بعض نقاط قسد التي سيطرت عليها مؤخراً عبر انتحاريين ، و نتج عن الهجوم مقتل المهاجمين و وقوع قتلى و جرحى في صفوف قسد .
و يتزامن التقدم السريع لقسد داخل هجين مع تقهقهر لتنظيم داعش على قطّاع الباغوز تحتاني إذ استطاعت قوات قسد مدعومة بطيران التحالف من التقدم على محور باغوز تحتاني بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش أفضت إلى انسحاب التنظيم من القرية و سيطرة قسد نارياً عليها .
الجدير بالذكر أنّ المنطقة الحدودية المتمثلة بمدينة هجين و قرى السوسة و الباغوز و الشعفة كانت الحصن الأخير لتنظيم داعش في ريف ديرالزور الشرقي بعد انسحابه من جميع المناطق التي كان يسيطر عليها سابقاً ، و تعرضت هذه المنطقة لعملية قصف ممنهج من قبل التحالف و قسد على مدى أكثر من ستة شهور بغرض السيطرة عليها و طرد تنظيم داعش منها ، مما أوقع العديد من المجازر في صفوف مدنيي هذه البلدات و الذين يقدرّون بالآلاف .