This post is also available in: English
خاص لديرالزور 24
شهادة أحد الناجين من الموت و الحصار في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش ، حول الأوضاع الكارثية للمدنيين المحاصرين من قبل قسد و التحالف الدولي .
يقول أبو أحمد :
” قررنا أنا وعائلتي و مجموعة من العائلات المحاصرة الهروب من بلدة الباغوز بعد اشتداد القصف واقتراب الموت بأشكاله و الحصار الذي خلّف حالة مأساوية ضربت طوقاً من السواد على حياتنا ، فعندما يغيب صوت القصف كان علينا سماع صرخات الأطفال من الجوع و الخوف ”
و يضيف :
” الوضع هناك سيء جداً لا يعلم به إلا الله ، القصف الشديد و انعدام الطعام و عدم توفر مياه الشرب ، لم تعد هناك مشافي أو مستوصفات ، تفشى الجوع إلى جانب الخوف الشديد و الهلع الدائم من شدة القصف الذي يستهدف الباغوز وقراها ”
و تابع :
” وصل ثمن الكيلوغرام الواحد من اللحمة في الباغوز إلى ١٥ألف ليرة سورية و ليس متوفر بشكل دائم ، و ثمن كيلو القمح ” الطحين ” وصل ل ٧ آلاف ليرة سورية ؛ و الشعير ل ٣ آلاف ليرة ، فمن لا يملك المال يبقى جائعاً إلى أن وصل الوضع لدى بعض المدنيين الذين لا يملكون المال إلى تناول أوراق الشجر والحشائش كي يبقوا على قيد الحياة ، حتى أنّ من بين الحالات التي صادفتها في رحلة خروجنا من الباغوز ، امرأة و أطفالها الثلاثة وجدناهم تائهون في البادية أثناء هروبهم ، و كان لهم ٣ أيام بدون طعام ، و امرأة أخرى صادف وقت ولادتها أثناء رحلة الهروب فاجتمعن حولها نسوة ليوارينها عن الرجال حتى وضعت مولودها لعدم توفر أي مأوى أو حتى خيمة لتأويها “
و اختتم أبو أحمد حديثه قائلاً :
كان طريق الهروب من الموت محفوفاً بالمخاطر فالقذائف تنهمر علينا من كل جانب ، و الطيران الحربي لا يغادر سماء المنطقة ، بالإضافة للألغام المنتشرة في أكثر من جانب على طول طريق الرحلة ، استطعنا الوصول إلى البادية و تعدي مرحلة الخطر بتد مسير ساعات ، لتستقبلنا الصحراء ببردها القارس و جوّها القاسي ، قضينا أربعة ليالٍ من الخوف و البرد و الجوع لم ننساها ما حيينا حتى تمكنا من الوصول إلى مناطق سيطرة قسد “.